حينما تجلس إلى[b] البحر بهدوء وروحانية ممزوجة بالرومانسية الحالمة[/b]
سوف تؤمن أنك تجلس أمام[b] آية في الصفاء[/b]
والصدق والوضوح فالبحر جميل وأمواجه تدغدغ عواطفك
وتلمس أحاسيسك لكن
خلف هذا المنظر الجميل والأمواج المتلاطمه[b] الآخاذه[/b]
أعماق تتنازع فيها الحياة وعالم واسع كبير
تتقاتل فيه الحيتان[b] مع أسماك القرش مع الأسماك الضعيفه[/b]
ويأكل بعضها الآخر
إنها مسألة حياة أو[b] موت إنه عالمٌ مخيف مرعب[/b]
الإنســـــــان[b] والبحــــــر[/b]
يجلس إليك بكل صفاء وهدوء وبوجه برئ واضح[b] الملامح صافي التقاسيم[/b]
لكن في مكمنه تتصارع النفس والهوى وتتنازع[b] الغرائز والشهوات[/b]
فلا أحد يعلم بما في داخله تماماً كالبحر
و البحر[b] حينما تغوص فيه و تتجاوز عالم النوازع والاقتتال[/b]
سوف تصل إلى درر ولألئ و[b] مرجان[/b]
سوف تصل إلى الصدفات و داناتها
سوف تلامس أنفس الأشياء والجواهر
إنها في أعماق البحر
الإنســـــــان[b] والبحــــــر[/b]
وهكذا الإنسان حينما يصفو ويروق ويتجاوز[b] نوازع شهواته وأحقاده[/b]
سوف تصل إلى جوهره ومكمنه الحقيقي
وهذا ما[b] يسمونه المعدن الأصيل[/b]
فجميعنا تتصارع في دواخلنا الشهوات والأحقاد[b] وتشوه وجوهنا الهادئة الرقيقة[/b]
فأحياناً لا تصبح بتلك البراءة الصادقة
الإنســـــــان والبحــــــر
غير أن القليل منا يتجاوز هذه المرحلة ليبرز جواهره و نفائسه[b] إلى سطحه[/b]
وإلى تقاسيم وجهه فتجده محبوباً صادقاً خلوقاً
يجبرك[b] على أن تجلس إليه لتستمتع بلآلئه ودرره[/b]
وهكذا هي الحياة
الإنســـــــان والبحــــــر
نعيش[b] كالبحر ونموت وأعماقنا كأعماقه[/b]
لا يراها إلا من يجيد الغوص فيها كما يغوص[b] في البحر[/b]