ا]لفصل الأول
المبحث الأول: مفاهيم حول المؤسسة
المطلب الأول: تعريف المؤسسة يمكن تعريف المؤسسة أنها اندماج عدة عوامل
بهدف إنتاج سلع أو خدمات مع أعوان اقتصاديين آخرين وذلك في إطار قانوني
ومالي واجتماعي معين وضمن شروط اقتصادية تختلف زمنيا ومكانيا تبعا لمكان
وجود المؤسسة وحجم ونوع النشاط الذي تقوم به,ويتم هذا الاندماج (لعوامل الإنتاج) بواسطة تدفقات نقدية وحقيقية (سلع وخدمات) وأخرى معنوية ,وكل
منهما يرتبط ارتباطا وثيقا بالآخر إذ تتمثل الأولى في الوسائل والموارد
المستعملة في نشاط المؤسسة أما الثانية فتتمثل في الطرق والكيفيات
والمعلومات المستعملة في تسيير ومراقبة الأولى
[1] .
كما أن المؤسسة تعرف أنها منشأة تتركب من عوامل مختلفة يمكن ذكرها كالآتي:
أـ العوامل البشرية : فالمؤسسة
منشأة من أفراد بها نظام يلبي حاجياتهم ويجلب ويطور الطاقات الإنسانية لأن
المؤسسة عبارة عن هيكلة لهذه الطاقات ليس فقط العضلية بل الذهنية أيضا
والتي تمثل العمود الفقري داخلها,لابد من الاهتمام أكثر بهذا العامل و محاولة استغلاله و الاستفادة من قدراته .
ب- العوامل المالية: وهي رؤوس الأموال المختارة, المنظمة والموجهة من أجل الدخول في مسابقة, تحكمها ظروف معينة في أطول زمن ممكن,وبأحسن وأدنى التكاليف لإنشاء وتحقيق وتوزيع المنتَج وتقديم خدمة تأتي وتخلق أرباح.
لكن قد لا يتوقف تعريف المؤسسات عند هذا الحد فهي الآن تمثل مصدر لمنافع مختلفة لكل من: الموردين, المساهمين المستخدمين و الزبائن, فبحماية حقوق كل منهم تم تطوير شيئاً فشيء ما يسمى بحق المؤسسة.
[2] فتعريف المؤسسة لم ينحصر فقط في أنها منشأة تتركب من جهود اليد العاملة يمكن استغلالها بكل حرية, بل هناك قيود وسياسة يتم بواسطتها توجيه وتسيير المجهودات المبذولة نحو تحقيق الهدف الأساسي والمتمثل في نمو المؤسسة وبقائها.
- خصائص المؤسسة : عموما من خلال هذه التعاريف نستخلص أن للمؤسسة الخصائص التالية:
[3] 1.المؤسسة وحدة اقتصادية: باعتبار
الوظيفة الأساسية للمؤسسة تكمن في إنتاج السلع والخدمات قصد تبادلها في
السوق وذلك انطلاقا من عوامل الإنتاج والمتمثلة أساسا في :المواد الأولية, العمل, المنتجات التامة والنصف التامة, الطاقة,المعدات .....,كما تحتاج إلى معلومات وموارد مالية.
2.المؤسسة وحدة لتوزيع المداخل: إن المؤسسة تحقق القيمة المضافة التي تساوي (قيمة المخرجات - قيمة المدخلات) أين قيمة المخرجات تتمثل في مجموع المبيعات.
3. المؤسسة خلية اجتماعية: إن المؤسسة تقوم بتشغيل العمال,وذلك من أجل خلق الثروة من جهة والقيام بوظيفة اجتماعية تكمن في سد بعض حاجيات العمال من جهة أخرى ,ومن بين هذه الحاجيات نذكر على سبيل المثال: ثبات العمل,مستوى الأجور, الترقية, التكوين وغيرها,إن هذه المجموعة الاجتماعية تختلف من حيث:
أـ المؤهلات: شهادات علمية ,مهنية,.....إلخ
ب ـالثقافة:بشكل عام يعرف هذا المفهوم كمجموعة من أنماط سلوكية أو ضمنية, مكتسبة أو منقولة وعموما النواة الأساسية للثقافة تكمن في الأفكار التقليدية والقيم المتعلقة بها.
ج ـالأهداف:كل شخص يطمح لتحقيق أهدافه في المؤسسة,وفي الأهداف الشخصية تختلف من شخص لآخر ولكن كما هو محدد في نظام العمل,يتطلب من كل الأعضاء المشكلة للمؤسسة تحقيق أهدافها التي قد نجدها عند بعض المؤسسات لا تتماشى مع أهداف المجموعات, وهو ما يخلق في آخر المطاف نزاعات.
4.المؤسسة مركز القرارات الاقتصادية: تقوم المؤسسة بدور هام في الاقتصاد إذ أنها تمثل مركز القرارات الاقتصادية التي تخص نوع السلع, كمية السلع, الأسعار,التوزيع و غيرها, تتمثل هذه القرارات في الاختيارات الاقتصادية بمعنى الاختيار في استعمال الوسائل المتوفرة للوصول للهدف بأكثر فعالية,وبطبيعة عموما قوة القرار مبنية على الاستقلالية.
المطلب الثاني:تصنيفات المؤسسة هناك عدة أشكال لتصنيفات المؤسسة نذكر من بينها
[4]:
الشكل القانوني، طبيعة الملكية.
الفرع الأول: تصنيف المؤسسة حسب الشكل القانونييتضمن: أولا :المؤسسات الفردية: وهي المؤسسات التي يملكها شخص واحد أو عائلة.
ثانيا :الشركات
والمؤسسات التي تعود ملكيتها إلى شخص أو أكثر يلتزم كل واحد منها بتقديم
حصة عينية أو نقدية ،ويعود عليهم في النهاية بالأرباح أو الخسائر وتنقسم
بدورها إلى شركات الأشخاص، شركات الأموال.
الفرع الثاني:تصنيف المؤسسة حسب طبيعة الملكية فتقسم إلى: أولا :المؤسسات الخاصة:
وهي المؤسسات التي تنشأ من طرف شخصين أو مجموعة من الأشخاص يتمتعون بحق
إنشاء الملكية أو التسيير إذ أن رأس مالها هو مجموع كل مساهمات المنشئين
لها،أما تقسيم الأرباح فيكون حسب مساهمة الأفراد في المؤسسة،سواء كان رأس
مال أو خدمات وبالتالي هذا النوع من المؤسسات يكون تمويلها وحق تسديد
ديونها ذاتيا.
ثانيا :المؤسسات المختلطة: وهي المؤسسات التي تعود ملكيتها إلى مزيج من القطاع العام والخاص.
ثالثا :المؤسسات العمومية: وهي مؤسسات ذات طابع عمومي حيث تتكفل الدولة أو الحكومة بالتسيير الاقتصادي المنتهج ،ففي النظام المركز(التخطيط المركزي) تظهر
هذه المؤسسات على أنها ملك للدولة أي لا يساهم الأفراد في التسيير أو
التمويل لإنشاء هذه المؤسسات العمومية ، وإن كانت فقد تكون أكبر مساهمة من
الدولة.
المطلب الثالث:أهداف المؤسسة تسعى أي مؤسسة إلى تحقيق عدة أهداف تختلف وتتعدد حسب أصحاب المؤسسة ،طبيعة وميدان نشاطها،تصنف هذه الأهداف إلى الأصناف التالية
[5] :
أولا: الأهدافالاقتصادية أـ تحقيق الربح: يعتبر
الربح أهم معيار لصحة المؤسسة اقتصاديا لأن استمرار هذه الأخيرة في الوجود
لا يمكن أن يتم إلا إذا استطاعت أن تحقق مستوى أدنى من الربح الذي يضمن
لها إمكانية رفع رأسمالها وبالتالي توسيع نشاطها للصمود أمام المؤسسات
الأخرى، خاصة إذا كانت في طور النمو أو الحفاظ على مستوى معين من نشاطها أو
التطور التكنولوجي، وقبل هذا استعمال الربح المحقق في تسديد الديون، توزيع
الأرباح على الشركاء أو تكوين مؤونات لتغطية خسائر أو أرباح غير محتملة.
ب ـالاستجابة لمتطلبات المجتمع: إن تحقيق المؤسسة لنتائجها يمر عبر عملية تصريف أو بيع إنتاجها المادي أو
المعنوي أو تغطية تكاليفها، وعند القيام بعملية البيع فهي تغطي طلبات
المجتمع (الزبائن) الموجودة سواء على المستوى المحلي الوطني أو الدولي، فيمكن القول أن المؤسسة تحقق هدفين في نفس الوقت :تغطية طلب المجتمع وتحقيق الأهداف.
ج ـ عقلنة الإنتاج:يتم
ذلك بالاستعمال الرشيد لعوامل الإنتاج والتخطيط الجيد والدقيـــــق
للإنتـــاج والتوزيع الذي بواسطته ترفع من إنتاجياتها، بالإضافة إلى مراقبة
عملية تنفيذ هذه الخطة أو البرامج وبذلك فإن المؤسسة تسعى إلى الوقوع تحت
المشاكل الاقتصادية والمــــالية لأصحابها من جهـــــة وللمجتمع من جهة
أخرى.
دـ تعظيم قيمة المؤسسة ثانيا:
الأهداف الاجتماعية [6] أـ ضمان مستوى مقبول من الأجور: يعتبر
العمال في المؤسسة من المستفيدين الأوائل في نشاطها، حيث يتقاضون أجورا
مقابل عملهم بها، ويعتبر هذا المقابل حقا مضمونا وشرعا ،إذ يعبر العمال عن
العنصر الحيوي والحي في المؤسســة إلا أن مستوى وحجم هذه الأجــــور تتراوح
بين الانخفــــاض والارتفاع حسب:
ـ طبيعة المؤسسات.
ـ طبيعة النظام الاقتصادي في المجتمع.
ـ حركة سوق العمل.
وغيرها من العوامل الأخرى المؤثرة على مستوى الأجور، فالدول عامة تحدد حد أدنىللأجور يسمح للعمال بتلبية حاجياتهم الأساسية
ب ـ تمكين العمال من تحسين مستوى معيشتهم: نظرا
للتطور السريع الذي تشهده المجتمعات في الميدان التكنولوجي، أصبحت حاجة
العمال إلى تلبية رغباتهم تتزايد باستمرار، وهذا راجع إلى ظهور
منتجات جديدة بالإضافة إلى التطور الحضري لهم
ولتغيير أذواقهم وتحسنها وهذا ما يدعو إلى عقلانية الاستهلاك وتحسينه
بتوفير الإمكانيات المالية والمادية أكثر فأكثر للعامل من جهة وللمؤسسة من
جهة أخرى.
ج ـإقامة أنماط استهلاكية معينة :تقوم
المؤسسات الاقتصادية عامة بالتصرف في العادات الاستهلاكية لمختلف طبقات
المجتمع وذلك بتقديم منحات جديدة أو التأثير في أذواقهم عن طريق الإشهار
بمنتجات جديدة أو منتجات قديمة .
دـ الدعوى إلى تنظيم وتماسك العمال :تتوفر
داخل المؤسسات علاقات مهنية واجتماعية بين أشخاص قد تختلف مستوياتهم
العلمية وانتماءاتهم الاجتماعية والسياسية، إلا أن دعوتهم إلى التماسك
والتفاهم هو الوسيلة الوحيدة لضمان الحركة المستمرة للمؤسسة وتحقيق
أهدافها، وعادة تكون للمؤسسة أجهزة مختصة مثل مجلس العمال.
ه ـ توفير تأمينات ومرافق للعمال: تعمل المؤسسة على توفير بعض التأمينات مثل : التأمين
الصحي التأمين ضد الحوادث وكذا التقاعد وبعض المرافق الاجتماعية للعمال
سواء كانت وظيفية أو عادية خاصة في المؤسسات العمومية بالإضافة إلى المرافق
الأخرى كالمطاعم وتعاونيات الاستهـــــلاك، فالهدف من ذلك هو توفير للعمال
محيط عملي جديد يدفعه لانجاز عمله بصفة جيدة
[7].