سعيد ايت مسعودان المدعو علي مسعود ، أول طيار جزائري والمجاهد والوزير السابق في عهدي الرئيسين الجزائريين، هواري بومدين والشاذلي بن جديد
وقد عرف ايت مسعودان وسط عامة الجزائريين بالرجل المتواضع، حيث قال من عرفوه ، إنه كان يتجول بالشوارع ويبتاع من سوق "ميسوني" بالعاصمة من دون حرس، واعتبره الجزائريون في سنوات تقلده المسؤولية بأنه "مثال المواطنة والمسؤولية في نفس الوقت"، وقالوا بأنه "أنظف وأنزه وزير بداية من تقلده الوزارة في عهد بومدين وغير متعطش للمسؤولية"، حيث شغل وزير الصناعات الخفيفة في عهد بومدين، ووزيرا للبريد والمواصلات في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد.
"علي مسعود" الوطني المجاهد من مواليد، 25 جويلية 1933، بحد الصحاري بالجلفة، كان أول طيار جزائري يقود طائرة حربية، تدرج في مساره الدراسي بداية من المدرسة الابتدائية بحد الصحاري، ثم التكميلي بالبليدة، قبل أن يتفوق عقب مشاركته في مسابقة فتحت له مشوار مواصلة الدراسة بكلية الطيران بفرنسا، بالثانوية التقنية بروسفور ليحصل على شهادة بكالوريا بتقدير "جيد جدا "، ويدخل الكلية العسكرية ضمن ثاني دفعة بمدرسة "دوبروفونس" بمرسيليا سنة 1955، وكان على رأس الناجحين بالدفعة.
اختير ايت مسعودان ضمن قوات الحلف الأطلسي "أوتو" بقاعدة مراكش بالمغرب، لترتب بعدها اتصالات التحاقه بجيش التحرير، عقب لقاء جمعه ببوداود نائب عبد الحفيظ بوصوف، سنة 1957، أفضى الى تجنيده لصالح الثورة الجزائرية، من مكان تواجده بمراكش، واكتشفت السلطات الفرنسية الاستعمارية أمره، بعد تلقيها لمعلومات بشأن علي مسعود، فتم نفيه إلى ثكنة كولومار بفرنسا، وخطط قياديو الثورة لعملية هروبه ليلتحق بالعمل لفائدة الثورة مجددا من ألمانيا، واستقبله أثناءها سفير الحكومة المؤقتة بألمانيا، عبد الحفيظ كيرمان، وهرب باتجاه ايطاليا ودخل بعدها إلى تونس.
أبرز ذكرى لدى مسؤولي الدولة بشأن الراحل، ايت مسعودان، خلال دعوته لتقلد منصب رئيس المجلس الشعبي الوطني بعد وفاة، الراحل رابح بيطاط، غير أن أيت
مسعودان الذي كان يشغل منصب نائب رئيس البرلمان حينها، فضل التنازل عن المنصب وتقديم عبد العزيز بلخادم، الأمين العام الحالي لحزب جبهة التحرير الوطني
وفاته :
توفي سي السعيد آيت مسعودان بتاريخ 02 جانفي 2009 ، ووري جثمان الفقيد بمقبرة العالية بالعاصمة، بحضور حشد كبير من المسؤولين والوزراء والإطارات السامية بالدولة.
نعم رحل سي السعيد آيت مسعودان إلى دار الخلود.. امتدت يد المنون ونزل قضاء الله وقدره ليخطف منا أخا عزيزا، وطنيا شهما، مجاهدا فذا ومناضلا صلبا إلى غير رجعة.
رحل المناضل الأوفى والأصدق في جزائريته ووطنيته.. إنها لحظة تخطف النفوس وتدمي الأبصار وتجف فيها الحناجر وتقف فيها القلوب ضارعة إلى رب العزة، فاطر السموات والأرض .
وداعا أيها الراحل الكبير، وإن عزاءنا فيك أنك تركت أثرا طيبا وذكرا حميدا، وكل ذلك لن يطويه الموت والنسيان وسيبقى خالدا على مر الأيام، إن فقدانك، أيها الأب والأخ والرفيق، وأنت اليوم في دار الحق والخلود، قد أحزن الجميع، من أسرتكم الكريمة إلى عائلتكم الكبيرة، وكيف لا نبكيك، يا سي السعيد، وقد عهدناك مناضلا، شهما، محبا لوطنه، حليما كريما، ثابتا على المبدأ، لا تتغير مع الأهواء، وتلك هي شيمة الكبار الذين ينتمون إلى مدرسة الوطنية الحقيقية .