زهرة المدائن

*زهرة المدائن*

استفاقت الطبيعة على صوت صبي وصبية
لتحكي قصتهما بكل روح أبية
تقول كم كانت حياتهما صعبة وكم كانت أمواجها قوية
حاولا غزل الهموم على ركبة الحلم رغم الظلم النكير...
رسما لنفسيهما بيتا صغيرا
رسما في مقلة الفجر درب الحياة النضير...
بنيا من المحبة جدار العمر الطويل
تمهلي على رسلك أيتها الطبيعة
أين عائلتهما...أين موطنهما...
أجهشت السماء بالبكاء وقالت الطبيعة في حسرة
إن أمهما وأبوهما ووطنهما هي القدس العربية
غضب البحر وأطلق العنان لأمواجه العاتية
صرخات من أعماق جنونية
إلى كل قلب عربي
ومعتصماه ...ومعتصماه...
ولكن لا معتصم لبى النداء
صمت فينا أذنا
عم فينا البصر
وماتت فينا القلوب
مصابيحنا اغرورقت بالأغاني والنقنقات البليدة
ركبنا بواخر النسيان
وهربنا عليها الأماني
ونسينا عروبتنا التي تهان
احترفت ألسنتنا الصمت
وبعنا بأرخص الأثمان
أمنا العربية
هناك خلف ذلك الأفق البعيد غربت شمس ذلك اليوم
لتشرق من جديد وتشرق معها أمال جديدة
رفرف طائر الكناري في الجو
وهو يغني بصوته العذب الجميل
لكن لااحد أعجب بصوته
فقد قيد العرب قلوبهم بأشواك حديدية يصعب إزالتها حتى صوت الكناري الحنين لا يمكنه كسر تلك السلاسل
لم يصل ذلك الصوت إلى احد
إلا لتلك الفتاة
تلك الفتاة الحنونة الطيبة
التي لا تزال تعيش على ارض الوحوش
لقد سمعته وقررت أن ترفرف معه
لقد ذهبت معه إلى أرضنا المحتلة
فلم تجد سوى أقدام الأطفال مثبتة على الأرض
ولم تجد سوى قيثارة جوعا
وأشجار ذابلة كورود بلادها
ذابلة كورود القدس
ارتمت فتاتنا وسط الجراحات السحيقة
وأخذت توزع الضحكات في قلوب بريئة
قطرات صمت نزلت عليها...
عبثا تساءل الجميع ماذا حدث
هل نجحت...تلك الصبية
انطلقت العصافير المغنية في الأجواء
لتزرع الكون سلاما وابتساما
نعم نجحت... نعم نجحت
تلت القران على قلوب حجرية
ومن شدة الخوف والرهبة
انفجرت لتصبح وديانا نقية
وسرنا جميعا نغرد في انشراح بالغ... تحررت القدس العربية ....تحررت القدس العربية...تحررت القدس العربية